لا تعد عملية زراعة الشعر من خلال تقنية الاستنساخ من الأمور السهلة، فلا يزال حتى وقتنا الحالي يتم إجراء التجارب المختلفة من أجل الوقوف على إمكانية تحقيق ذلك الأمر من عدمه، فببساطة استنساخ الشعر بالوقت الحالي أشبه بالحلم نظرًا للصعوبة التي تحتوي عليها هذه التقنية وذهاب البعض إلى كون اللجوء إلى استنساخ الشعر ضرب حقيقي من الخيال الذي لا يمكن توقع تحقيقه، هذا على الرغم من أن بعض المراكز تعلن في بعض الأحيان عن توافر تلك التقنية، لكنها مراكز نادرة وبالتأكيد لا تعني الاستنساخ التام الكامل، على العموم، في السطور القادمة سوف نقترب أكثر من هذه الظاهرة ونعرف المقصود باستنساخ الشعر وكيف يمكن تنفيذه.
جدول المحتويات
ببساطة شديدة تقوم فكرة استنساخ الشعر على صنع الكثير من القليل، أو بشكل أبسط، صنع كيان لا نهائي من جذور بسيط، فما يحدث عند عملية استنساخ الشعر أو عند استخدام هذا النوع من الزراعة أنه يتم اختيار جذور من الذقن أو الرقبة والذهاب بها إلى المختبر وإجراء بعض الأمور عليها حتى يمكن استنساخ تلك البصيلة أو هذا الجذر إلى عدد غير محدود من الشعيرات الصالحة للزراعة، وبهذه الطريقة نكون قد وفرنا الكثير على مراكز زراعة الشعر التي قد توقف بعض العمليات عندما لا تكون بصيلات الشعر في المنطقة المانحة موجود بالشكل الكافي، إذ هنا يتوقف الأمر على وجود جذر واحد ثم بعد ذلك يحدث الاستنساخ التلقائي، لكن مع معرفة الفكرة نجد السؤال المطروح ببساطة لماذا نلجأ إلى استنساخ الشعر؟
من المهم طبعًا التعرف على القيمة الإضافية التي تقدمها عملية هامة مثل استنساخ الشعر حتى يكون من البديهي طرق كل التقنيات الأخرى واللجوء إلى الاستنساخ، إذ أنه لابد وأن الأمر يحدث لعدة فوائد أبرزها ما يلي:
من الممكن استخدام أكثر من طريقة في إجراء عملية زراعة الشعر عن طريق الاستنساخ، ومع أن تلك الطرق لا تزال قيد التجربة إلا أن التعرف عليها أمر غاية الأهمية، وقد تم تجريب تلك الطرق منذ عام 2008 بدايةً بظهور فكرة الاستنساخ، وكان أبرزها ما يلي:
من المهم للغاية كذلك أن يتم التعرف على الكيفية التي سيحدث بها الاستنساخ، وبالوقت الحالي ثمة كيفية مستخدمة على نطاق ضيق في بعض المراكز التجميلية، لكنها في حقيقة الأمور مجرد كيفية تقريبية وليست الكيفية الرسمية التي يمكن من خلالها تحقيق أمر كهذا، وما يحدث ببساطة أنه يتم الاتفاق مع المريض على أربعة أيام من العمل على أربعة أشهر مختلفة، إذ أنه بين اليوم والآخر يجب أن تكون هناك مدة لا تقل عن الشهر، وفي هذا اليوم يتم أخذ خمس بصيلات من شعر الشخص مع أخذ كذلك خمس عينات من الدم، وهذا يعني ببساطة أن العملية برمتها ستحتاج إلى خمسة وعشرين بصيلة شعر، لكن من أين تأتي تلك البصيلات يا ترى؟
زراعة الشعر من خلال الاستنساخ في الخلايا الجذعية يجعل الأمور ليست معقدة بالشكل الكافي، إذ أنه من المناسب فقط أخذ البصيلة من أي مكان في الجسم، سواء كانت المنطقة المانحة كثيفة أو أيًّا كان موقعها بشكل عام فإن ذلك يحدث بشكل سلس، وهناك يتم تكرار العملية بحيث يتم ضمان أخذ البصيلات والدم في كل شهر، ويمكن في المرة الأخيرة أن يتم الاستغناء بشكل تام عن الدماء لأن ما تم أخذه من بصيلات ودماء يكون كافيًا بهذه الأثناء، حيث أن الزراعة بالأساس يمكن أن تتم بالمرة الرابعة، وهذه الكيفية تظهر نتائج إيجابية بشكل خاص مع الصلع التام.
على الرغم من التميز الكبير الذي تتمتع به طريقة الاستنساخ في زراعة الشعر إلا أن الأمر لا يخلو من وجود بعض المشاكل والصعاب التي تعيق استخدام تلك التقنية وتبدو بشكل رئيسي عائق أمام الباحثين قبل الاعتماد على التقنية بشكل رسمي، وأبرز هذه الصعاب ما يلي:
في الغالب يمكن القول إن استنساخ الشعر تقنية مناسبة لكل الفئات، لكن بذات الوقت فإنه ثمة بعض الحالات التي تعاني من ظروف خاصة تجعل الاستنساخ بالنسبة لها أمر ممنوع، وأبرز هذه الحالات ما يلي:
هناك من يشبه عملية استنساخ الشعر بعملية أخرى تبدو متقاربة منها إلى حدٍ كبير، والحديث هنا عن القطف الجزئي، والحقيقة أننا حتى نكون قادرين على الوقوف على الفارق علينا أن نعرف أولًا المقصود بالقطف الجزئي، فما يحدث فيه أنه يتم أخذ البصيلات من المنطقة المانحة وتقسيمها بشكل مناسب بحيث يتم منح بعضها لمنطقة الزراعة ورد البعض الآخر إلى منطقة المنح، وطبعًا في المجموعة المختارة من أجل منطقة الزراعة يراعى أن تكون البصيلات ذات جذور وخلايا جذعية مميزة لضمان تجدد البصيلات بشكل أكثر كثافة وجودة، وكما هو واضح طبعًا من العرض المسبق فإن الأمر ليس له أي علاقة بالاستنساخ الذي يقوم على توليد عدد غير محدود من الشعيرات والبصيلات من شعيرة واحدة إن جاز التعبير، لذلك فالتشبيه بعيد للغاية وإن كانت عملية الاستنساخ هي التطور المثالي للقطف الجزئي الذي نتحدث عنه.
العقل يقول أنه في حالة استخدام طرق الزراعة العادية في زراعة الشعر فإن النتيجة تكون متوقعة للغاية، لكن عندما نتحدث عن عملية الاستنساخ التي تبدو جديدة بعض الشيء فيما يتعلق بعمليات الزراعة فيجب الوضع في الاعتبار بأن الشكل النهائي يكون متوقفًا على مصدر الخلايا التي تم استخدامه، فمثلًا حال استخدام خلايا شعر شخص آخر فإننا لا ننتظر في النتيجة بخلاف شكل الشعر الأصلي للمتلقي، وذلك ببساطة لأن الجلد الخاص بهذا الشخص يؤثر على العملية برمتها، أما إذا حدث ذلك الاستنساخ من خلايا نفس الشخص فسوف يكون شكل الشعر مماثلًا للشكل القديم قبل التساقط، ببساطة نحن نتحدث عن شكل من أشكال الاختلاف بين إفراز الشعر تبعًا لتفاوت شكل الخلايا القادمة للجسم، ومثل هذه الأمور من المفترض أن يحددها الطبيب ويوضحها لك قبل العملية.
بعد كل الحديث الماضي فلابد وأن البعض يمتلك ذلك السؤال الهام المتعلق بإمكانية تحقيق حلم الاستنساخ من عدمه، لكن في الحقيقة الإجابة تكمن في أن كل ما سبق ذكره لا يزال مجرد مجموعة من التجارب الطبية، تلك التجارب من الممكن أن تتحقق خلال سنوات قليلة كما يتوقع البعض ومن الممكن أن تظل كما هي مجرد تجارب، فالبفعل الكثير من الشركات المتخصصة بذلك الصدد قد بدأت في التجريب والدراسة، لكن أغلب الظن أن النتائج لا تكون مميزة بالشكل الكافي وأن بعضها يبرز السلبيات المتعلقة بالاستنساخ، وكما هو واضح تمامًا فإن ما يجعل الجميع يتمسك بتقنية الاستنساخ في الزراعة أن تلك التقنية تسمح بنقل البصيلات من جسم إلى آخر بشكل سلس دون أن يكون هناك رفض من الجسم المتلقي.
بالتأكيد ذلك السؤال الذي يتعلق بجواز العملية من عدمه سؤال غاية الأهمية، وخصوصًا عندما يتم النظر إلى الأمر من الناحية الدينية، فكل فعل له ما له وعليه ما عليه ما دام يدخل ضمن سياق عمليات التجميل، إذ أنه ثمة فريق يحرم عمليات التجميل بشكل عام نظرًا لأنها من المفترض أنها تغير خلق الله وسبيل لغش وخداع الآخرين من خلال ادعاء ما ليس موجودًا بالفعل، لكن الأمور لا تؤخذ من هذه الزاوية فقط بالتأكيد، إذ أنه من الواجب النظر جيدًا في ماهية ذلك الاستنساخ لتحديد تواجد الحرمانية من عدمه، والسؤال الهام الآن، كيف يمكن تحديد ذلك يا ترى؟
ببساطة شديدة، رأي الدين أنه طالما الشخص يستخدم في التجميل شيء لديه بالفعل أو تابع له فإنه لا توجد أي صورة من صور الحرمانية، بمعنى أن الحصول على شعرة أو بصيلة من جسد الشخص نفسه والخلايا الجذعية التابعة له ثم العمل بشكل مكثف على استنساخها أمر ليس به أي مشكلة، المشكلة تظهر فقط عندما تكون بصيلة الشعر أو الخلايا الجذعية المكونة لعملية الاستنساخ من جسد شخص آخر، ففي هذه الحالة يمكن النظر في جواز عملية الاستنساخ من عدمه والانقسام حول تواجد الحرمانية أيضًا، لكن بشكل عام عمليات زراعة الشعر مجازة ومقبولة شرعًا.
بالطبع الوقوف على تكلفة ثابتة ومحددة لعملية استنساخ الشعر أمر ليس ممكنًا بسبب عدم توافر العملية بالشكل الكافي من الأساس، فما دامت غير متواجدة فبالطبع تحديد تكلفتها أمر صعب للغاية، لكن بشكل عام ثمة تكلفة مبدأيه من الممكن أن تكون التكلفة الرسمية عند طرح العملية، تلك التكلفة تتراوح ما بين 6000 دولار والعشرة آلاف دولار، وهي تكلفة مرتفعة بالطبع، لكنه ارتفاع مبرر لأن تلك التكلفة باهظة ومكلفة للغاية، كما أن النتيجة التي تحدثها كبيرة أيضًا، وبالمناسبة، تلك التكلفة المذكورة لعملية استنساخ الشعر هي في الحقيقة تكلفة إجراء الاستنساخ في تركيا فقط، لكن تكلفة نفس العملية بدولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية مثلًا تكون أضعاف هذا الرقم، مع عدم توافرها حاليًا بالمكانين طبعًا.
بحاجة إلى مساعدة!