عادةً ما يتعرض الفرد لتساقط شعر طبيعي بمتوسط يترواح بين 50 و 100 شعرة يومياً ويطال كافة الفئات ومن مختلف الأعمار رجالاً ونساءً، إذ يعتبر هذا الأمر طبيعياً، فالشعر عادةً يمر بدورات مختلفة بشكل متكرر ويحفز تساقطه نمو شعر جديد. لكن عندما يتجاوز تساقط الشعر المعدل الطبيعي إلى جانب ملاحظة عدم نمو الشعر مجدداً، عندها يكون الشخص قد أصيب بمشكلة تساقط الشعر.
يعتبر تساقط الشعر إحدى الأمور الشائعة التي تواجه الكثير منا في حياته، ويختلف تساقط الشعر من شخص لأخر، فقد يواجه البعض صلع كامل ينتشر بكامل فروة رأسه، بينما يتعرض البعض الأخر إلى تساقط شعر خفيف كتراجع خط الشعر لديه أو انخفاض كثافته في بعض المناطق من فروة رأسه.
تحمل مشكلة تساقط الشعر أثراً نفسياً على الأفراد وخاصة النساء، إذ يولد الشعور بفقدان الثقة في النفس وقد يشعر البعض بالإحباط والاكتئاب الذي قد يؤثر على حياته الاجتماعية بشكل سلبي. يعود تساقط الشعر إلى العديد من الأسباب التي تختلف من شخص لأخر، وأهمها التوتر والإجهاد والأسباب الوراثية وأخرى هرمونية.
يعاني نحو 85% من الرجال من أحد أنماط تساقط الشعر لعديد من الأسباب المختلفة، بينما أكثر من 95% من حالات تساقط الشعر أو الشعر الخفيف تعود لأسباب وراثية يتم اكتسابها من الأبوين. يبدأ الصلع الوراثي عند الرجال بتراجع خط الشعر وانخفاض كثافة الشعر في فروة الرأس، ومع الوقت قد يؤدي إلى الصلع لتأخذ فروة الشعر شكل حدوة الحصان، حيث يتبقى لدى الشخص شعر في المنطقة الخلفية وجانبي الرأس فقط.
بشكل عام، عندما يبدأ تساقط الشعر عند الذكر في سن المراهقة المبكرة ويستمر دون توقف، عندها يكون الشخص معرضاً بشكل أكبر للإصابة بالصلع الكامل مع الزمن. يحدث الصلع الوراثي بسبب هرمون الجنس الذكوري الذي يدعى ديهدروتستوستيرون (DHT)، إذ يؤدي هذا الهرمون إلى تقليص حجم بصيلات الشعر لتصبح أقصر وأرق في الشكل، ومن ثم يتوقف نموها بعد ذلك على الإطلاق.
تساقط الشعر غير مقتصر على الرجال فقط، بل النساء أيضاً هم عرضة للإصابة بتساقط الشعر أو الصلع، إذ تشير بعض الإحصاءات أن أكثر من 50% من النساء قد تعرضوا لتساقط الشعر و بمعظمها كانت وراثية وهي شبيهة بالصلع الوراثي عند الرجال، لكن تختلف عنها في شكل الصلع والمناطق التي تتعرض لتساقط الشعر.
في البداية، يقتصر تساقط الشعر الوراثي عند النساء على انخفاض قليل لكثافة الشعر على جانبي فروة الرأس، لكن فيما بعد قد يتوسع تساقط الشعر أكثر في منطقة الجانبين ويترافق معها مزيداً من ترقق الشعر وانخفاض كثافته، وأخير قد يصل إلى تاج فروة الرأس، لكن نادراً ما تتعرض النساء للصلع الكامل. بشكل عام، تصبح النساء أكثر عرضة للإصابة بتساقط الشعر الوراثي في منتصف العمر.
على الرغم أن التساقط الوراثي يعد السبب الرئيسي وراء معظم حالات تساقط الشعر عند كل من الرجال والنساء، إلا أنها هناك عدة أسباب أخرى تؤدي إلى حدوث الصلع أو تساقط الشعر التي تتضمن الهرمونات، بعض الأدوية والتوتر والإجهاد وأمراض معينة، إليك بعض التفاصيل عنها:
تتعرض بعض الأمهات بعد الحمل والولادة إلى تساقط الشعر نتيجة ارتفاع مستويات الإستروجين لديهم، لكن عادةً ما يستمر تساقط الشعر لفترة مؤقتة، ومن ثم تعود مستويات الهرمون إلى طبيعتها ويعود معها نمو الشعر إلى طبيعته مجدداً. أيضاً في فترة انقطاع الطمث، تتعرض المرأة لتساقط الشعر مؤقتاً، ثم يعود الشعر مجدداً للنمو.
هناك العديد من الحالات المرضية التي تؤدي إلى تساقط الشعر لفترة مؤقتة والتي من أهمها، اضطرابات في الغدة الدرقية وفقر الدم ومرض السكري. كما يوجد أيضاً بعد العلاجات والأدوية التي تسبب تساقط الشعر كالعلاج الكيميائي والإشعاعي لمرض السرطان وحبوب منع الحمل ومميعات الدم وبعض المنشطات الأخرى.
بعض الحوادث المؤلمة أو الضغوط المستمرة في العمل أو الحياة بشكل عام قد تعرض الإنسان إلى تساقط الشعر، حيث يتم ملاحظتها أثناء تمشيطه لشعر أو خلال فترة الاستحمام.
الفقدان الكبير للوزن أو تغير في بعض العناصر الغذائية كالنقص في الحديد أو البروتين أو فيتامين (A) أو زيادة فيتامين (D) قد تؤدي إلى مشكلة تساقط الشعر. أيضاً، فقدان الشهية أو الشره المرضي هي أسباب أخرى قد تؤدي إلى تساقط الشعر لفترة مؤقتة.
يعتبر مرض الذئبة أحد أمراض المناعة الذاتية إلى تؤدي إلى تساقط الشعر أحياناً وظهور بقع صلعاء في بعض مناطق فروة الرأس.
يلجأ الكثير من الأشخاص الذين يصابون بتساقط الشعر إلى حلول طبيعية أو تجميلية محاولين إيقاف أو إخفاء مناطق الصلع أو الترقق الحاصل لديهم في فروة الرأس. فمنهم من يحاول تعزيز نمو شعره عبر تغذية بصيلات فروة الرأس من خلال بعض العناصر الغذائية المفيدة للشعر، كزيت جوز الهند وزيت السمك وعصير البصل والليمون. بينما البعض الآخر يلجأ إلى استخدام مستحضرات التجميل كالبخاخات و أدوات التجميل الأخرى التي تمنح تسريحات معينة لإخفاء مناطق الصلع أو عبر استخدام الشعر المستعار.
لكن لسوء الحظ، تعتبر هذه الحلول غير فعالة كما ينبغي، فقد تستطيع الحلول الطبيعية إيقاف أنماط معينة لتساقط الشعر في حال تم اكتشافها مبكراً لبعض الأشخاص، لكنها قد لا تجدي نفعاً لكثير من الحالات الأخرى. كذلك الأمر بالنسبة للطرق التجميلية، فهي ليست حلاً لمنع تساقط الشعر، بل هي مجرد وسائل تجميلية لإخفاء الصلع أو المناطق ذو الكثافة المنخفضة في فروة الرأس.
من هنا تأتي أهمية زراعة الشعر كحل نهائي لتساقط الشعر، فهو عملية تجميلية غير جراحية قادرة على وضع حد للصلع وتساقط الشعر وضمان الحصول على شعر جذاب له نفس مزايا وخصائص الشعر الطبيعي للمريض ذاته. تُجرى عملية زراعة الشعر من خلال اقتطاف البصيلات من المناطق التي تتميز بكثافة الشعر والتي تتواجد في المنطقة الخلفية لفروة الرأس ومنطقة الصدغين وتدعى بالمنطقة المانحة. يتم زراعة هذه البصيلات في مناطق الصلع في فروة الرأس والتي تدعى المناطق المستقبلة عبر تقنيات متعددة تحت تأثير التخدير الموضعي.
هناك العديد من التقنيات المستخدمة في زراعة الشعر والتي تتسم بميزات مختلفة عن بعضها البعض. فهناك بعض التقنيات التي تتميز بقدرتها على زراعة أكبر عدد من البصيلات وأخرى تتسم بدقتها وعدم تركها أي ندوب قد تظهر بعد عملية الاقتطاف، بينما يوجد بعضاً منها تلائم زراعة اللحية والحاجبين أكثر من بعض التقنيات الأخرى. إليك أحدث التقنيات المستخدمة في زراعة الشعر في تركيا:
هي تقنية شائعة تعتمد على اقتطاف بصيلات الشعر واحدة تلو الأخرى من المنطقة المانحة باستخدام جهاز يدعى (Micro Motor) الذي يعمل على اقتطافها بشكل احترافي دون التسبب في أي ضرر للمنطقة المحيطة بها. تتم عملية الزراعة من خلال فتح قنوات دقيقة في المناطق المستقبلة؛ أي المناطق الصلعاء المراد علاجها وذلك من خلال شفرات طبية دقيقة ليتم بعد ذلك زراعة البصيلات عبر إدخالها في القنوات الجراحية باتجاه وزاوية مناسبتين لشعر المريض.
يتفرع من تقنية اقتطاف البصيلات (FUE) عدة تقنيات فرعية مشهورة أهمها:
تعتبر تقنية (DHI) أحدث ما جاء به العلم الحديث في مجال زراعة الشعر. تعتمد تقنية زراعة الشعر المباشرة على تكنولوجيا مذهلة تدعى قلم تشوي (Choi Pen) التي تعمل على القيام بعمليتي خلق قنوات دقيقة وزراعة البصيلات في آنٍ واحد. يتم فتح شق وزراعة بصيلة تلو الأخرى عبر نقرة واحدة بقلم تشوي. تتميز تقنية (DHI) بأنها تحتاج إلى فترة شفاء أقصر من التقنيات الأخرى، بالإضافة إلى ضمانها عدم حدوث أي جروح أو ندوب في فروة الرأس، وذلك بفضل ميزات قلم تشوي. كما أنها لا تتطلب حلاقة فروة رأس المريض بشكل كامل كما في تقنيات (FUE)، بل تقتصر على تخفيف أو حلاقة المنطقة المانحة فقط، وهذا ما يجعلها ملائمة للأشخاص الذين لا يرغبون في حلاقة شعر رأسهم، وبالأخص النساء.
على الرغم من قابلية إجراء عملية زراعة الشعر على معظم الفئات التي تعاني من تساقط الشعر، إلا أن هناك فئة من الأشخاص الذين لا يمكنهم إجراءها. ينبغي على المؤهل لعملية زراعة الشعر أن يكون كما يلي:
على الرغم من تعدد تقنيات زراعة الشعر واختلاف عملها نوعاً ما، إلا أن ألية إجراء العملية يبقى نفسه، إذ تمر الزراعة بالخطوات والمراحل نفسها في كافة التقنيات تقريباً، إليك المعلومات التالية للتعرف على كيفية إجراء عملية زراعة الشعر بشكل تفصيلي.
تمنح زراعة شعر اللحية والشارب مظهراً أكثر رجولة ووسامة، لذلك تعتبر إحدى أهم العمليات الشائعة بين الرجال في أيامنا هذه. تتميز تركيا بأنها إحدى أفضل الدول التي تشتهر بعمليات زراعة الشعر واللحية، لكونها تتمتع بعيادات طبية تقدم خدمات ذو جودة عالية وبأسعار معقولة.
لا تختلف زراعة اللحية والشارب عن زراعة شعر فروة الرأس، فهي أيضاً عملية يتم من خلالها نقل البصيلات المقتطفة من المنطقة المانحة في فروة الرأس إلى المنطقة المستقبلة؛ أي منطقة الذقن التي تعاني من الصلع. تعتمد العملية على تقنية (DHI) أو تقنية قلم تشوي فهي تمنح اللحية شعراً أكثر كثافة وامتلاءاً وتستطيع التحكم باتجاه وعمق وزاوية الشعرة لضمان مظهر جذاب للحية والشارب.
تستطيع عملية زراعة الشعر أيضاً زراعة منطقة الحاجبين منخفضة الكثافة أو المصابة بالصلع كلياً، لتمنحك حاجبين جذابين تبرز من خلالهما جمال عينيك ووجهك. تعتمد زراعة الحاجبين على تقنية (DHI) التي تقوم بزراعة البصيلات الأحادية التي تلائم منطقة الحاجبين عبر قلم تشوي، يتم اقتطافها من المنطقة الخلفية لفروة الرأس، أي المنطقة المانحة، لتضمن لك شعر طبيعي للحاجبين. يتم إجراء زراعة الحاجبين وإعادة تشكيلهما تحت تأثير التخدير الموضعي، فهي عملية بسيطة غير جراحية لا تتطلب تخدير عام.
قبل الخضوع لعملية زراعة الشعر، لابد لك من اتباع مجموعة من التعليمات الهامة التي يمكن من خلالها أولاً التأكد من أنك المرشح المناسب لعملية زراعة الشعر، بالإضافة إلى تجنب أي مضاعفات أو آثار سلبية محتملة.
يعتمد نجاح عملية زراعة الشعر على مدى اتباعك لتعليمات ما بعد الزراعة، إليك بعض النصائح الهامة التي ينبغي عليك اتباعها لتجنب خطر حدوث أي مضاعفات أو آثار جانبية وضمان فترة شفاء قصيرة.
تكلفة زراعة الشعر في تركيا
إذا كنت تعاني من مشكلة تساقط الشعر أو الصلع وترغب في إجراء عملية زراعة الشعر، فعليك حتماً أن تضع تركيا ضمن قائمة اختياراتك المفضلة. تشتهر تركيا بالسياحة العلاجية بشكل كبير والتي تتضمن كافة العمليات التجميلية وعمليات زراعة الشعر، فهي تعد إحدى أفضل دول العالم في توفير خدمات طبية مميزة في المجال التجميلي، وذلك من ناحية جودتها العالية وأسعارها المعقولة والمنافسة لمعظم دول العالم، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا.
إذ تعد وجهة أساسية للعديد من الجاليات الأجنبية حول العالم لتميزها في المجال الطبي التجميلي، بالإضافة إلى عروضها المميزة والتي تتضمن عادةً كافة الخدمات اللاحقة بها؛ وهي الإقامة الفندقية وخدمة التنقل المميزة والترجمة المباشرة في مستشفيات متميزة، إلى جانب الرحلات السياحية الممتعة في مختلف أرجاء البلاد التي تتميز بطبيعتها ومناظرها الخلابة.